.:هل صحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا مرة في العام في ليلة القدر:.

هل صحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا مرة في العام في ليلة القدر

يقال في الكتب السابقة أن الله تعالى فوق السموات السبع وفوق العرش، وبما أن هناك سبع سموات بين كل سماء وسماء مسيرة (500)عام، وكذلك بين العرش والسماء السابعة أيضاً (500) عام، فالمجموع (4000) أربعة آلاف عام، ويقولون أنه تعالى ينزل مرة واحدة بالسنة بليلة القدر.

وبراوية أخرى ينزل للسماء الدنيا أيضاً بالهجيع الأخير من الليل.
وأن من تحصل له ليلة القدر ويكون تعالى في السماء الأولى تُستجاب دعوته .

فهل هذا صحيح برأيك ؟! أما إن لم يكن صحيحاً فما هو الصحيح ؟!

جواب القضية:

أولاً: من وجهة قرآنية:

لايصح هذا القول بأن الله بعيد فوق (7) سماوات وفوق العرش لأن الآية الكريمة تقول:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}

وإذا كان فوق السماوات السبع وفوق العرش كما يقولون فمن الذي يخلق الأجنة في بطون أمهاتها ومن يمدها بالحياة والنماء والإمداد لما فيه البقاء وهو تعالى بلطف يحرك قلوبنا ورئاتنا للتنفس ولو تخلى عنا لحظة لا نقطع النفس بل لفقدنا حياتنا ووجودنا وصرنا إلى العدم، هذا وإذا كان الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا إذن بزعمهم فهو أصغر من السماوات، وهذا لا يكون لأن الإله جل شأنه هو الذي يؤول إليه كل شيء فيلزم أن يكون تعالى محيطاً بالسماوات والأرض وبكل مخلوق{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} إذن من ناحية القرآن، فالقرآن ينسف هذا القول نسفاً فالله تعالى يحيط ولا يحاط وبيده مقاليد السماوات والأرض وإليه الخلق والخلائق كلها به تعالى قيامها وحياتها ووجودها وهو مع الكل مشرف على الذرات والمجرات، ولا وجود للعوالم كلها، إلا به تعالى ولايُحدُّ تعالى ولا يحصر، وهو الأول بلا بداية فمهما قلت أول فهو أول وأول وأول إلا ما لا نهاية وهو الآخر ومهما قلت آخر فهو الآخر بلا نهاية وهو المحيط ولا يحاط وهو على كل شيء قدير يمدهم بالقدرة وبمقدار اللزوم والمناسب ، تعالى الله عما يجسِّدون ويجسِّمون ويصفون علواً كبيراً .

ثانياً : من وجهة علمية:

المسافة بين الأرض وأول سماء مسير (500) سنة وبين كل سماء وسماء (500) سنة ومن السماء السابعة للعرش (500) سنة ، إذن (7) سماوات×(500) سنة = (3500) سنة = للعرش (500) = (4000) سنة بعد العرش فوق السماوات عنّا .
مسير الإنسان باليوم الواحد مشياً (50) كم .

مسير الإنسان باليوم × (365) يوم سنة × (500) سنة × ( × (50) كم × (365) × (500) × ( = (69.000.000) مليون كم بُعد العرش عن الأرض .
بُعد الشمس عن الأرض = ( دقائق ضوئية ، سرعة الضوء بالثانية = (300000) كم.

إذاً بُعد الأرض عن الشمس : (300000) × (60) ثانية × ( دقائق = (144) مليون كم، بعد الشمس عن الأرض على أقل تقدير لأننا لم نحسب الثواني التي تزيد عن ( دقائق ضوئية.

إذاً على حساب المفسرين كإبن كثير يكون العرش في منتصف المسافة تقريباً بيننا وبين الشمس فمعنى ذلك أن الحضرة الإلهية بيننا وبين الشمس.

لأن بُعد الشمس حوالي (144) مليون كم وبعد العرش على زعمهم بلغ (69) مليون كم.

هذا نص الحديث:

[ يروى عن أبي هريرة: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : هذا العنان هذه زوايا الأرض تسوقه إلى قوم لا يشكرون ولا يدعونه.

ثم قال هل تدرون ما فوقكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : فإنما الرفيع سقف محفوظ وموج مكفوف ، ثم قال كم بينكم وبينها ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : بينكم وبينها مسيرة خمسمائة سنة ثم قال : هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : فإن فوق ذلك سماء ، بُعد ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة – حتى عدَّ سبع سماوات – ما بين كل سمائين كما بين السماء والأرض ، ثم قال هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء مثل بعد ما بين السمائين.]

تفسير ابن كثير ص303 (رواه الترمذي).

هذا ما بينه فضيلة العلامة الإنساني محمد أمين شيخو